الأربعاء، 4 مارس 2009

عشرة من يهود اليمن يصلون إسرائيل

.
.

مكنت الوكالة اليهودية يوم أمس الخميس من نقل عشرة يهود يمنيين إلى إسرائيل، معظمهم من عائلة سعيد بن يعقوب بن يسرائيل، الذي اضطر إلى ترك مسكنه في محافظة عمران، مع زوجته وأطفاله السبعة والانتقال إلى العاصمة صنعاء، بعد أن ألقى مجهولون قنبلة على بيته، خلال الاجتياح الإسرائيلي لغزة.
.
وكانت أحوال اليهود الذين يصل عددهم إلى حوالي مائتين وستين شخصا قد تدهورت، بسبب تعرضهم لإرهاب الجماعات الإسلامية المتشددة، مثل جماعة الحوثي، وأيضا للجماعات الناقمة على إسرائيل، وخاصة بعد أن قتل الضابط السابق في الجيش اليمني عبد العزيز يحي العبدي، مواطنه اليهودي ماشا يعيش النهاري، الذي كان يمتهن تدريس اللغة العبرية لأبناء طائفته، وكان العبدي قد قتل النهاري رميا بالرصاص، بعد أن طالبه مرارا بإشهار إسلامه.
.
وفي إسرائيل أعلن مايكل يانكيلوفيتس الناطق باسم الوكالة اليهودية، وهي المؤسسة المكلفة بمتابعة شئون اليهود خارج إسرائيل، وتشجيعهم على الهجرة إليها، أن "عشرة يهود يمنيين نقلوا جوا في عملية خاصة بعدما تلقوا تهديدات من القاعدة، وأنهم سيمنحون مساكن قرب القدس". وحتى الآن منحت الحكومة الإسرائيلية المهاجرين الجدد أموالا تصل إلى عشرة آلاف دولار لتمكينهم من التأقلم مع موطنهم الجديد، في انتظار استكمال إجراءات توطينهم، في الوقت الذي لم تعلق فيه الحكومة اليمنية عن الحادث، ذكرت مصادر في صنعاء أنها ترجح أن يكون اليهود العشرة، قد أبحروا إلى جزيرة إرترية، قبل أن يتم نقلهم جوا إلى إسرائيل.
.
ولكن حاخام الطائفة اليهودية في اليمن يحي يعيش، أكد لمراسلنا في صنعاء عثمان تراث، أن اليهود العشرة انتقلوا جوا من مطار صنعاء، إلى مطار عمان، ومنها إلى مطار بن غوريون في إسرائيل، وأنهم غادروا يوم الأربعاء، وليس كما تؤكد معظم المصادر الصحافية والإعلامية إنهم غادروا يوم أمس الخميس.
.
ويؤكد عثمان تراث أن هذا لا يعني أن السلطات اليمنية كانت متعاونة مع الوكالة اليهودية في عملية ترحيل اليهود "فالقوانين اليمنية لا تمنع سفر اليهود اليمنيين من اليمن إلى بلد ثالث غير إسرائيل، وهو ما حدث مع اليهود العشرة".
.
كما أكد الحاخام يحي يعيش لمراسلنا أنه لا يستبعد زيادة عدد اليهود الراغبين في الهجرة إلى إسرائيل، بما في ذلك هو وأسرته، ولكنه أكد أيضا أنه "لا أحد يفكر في مغادرة وطنه إلا مضطرا".
.
وتحدث الحاخام عن ما وعدهم به رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح، بتوفير الأمن لهم، ونقلهم إلى العاصمة صنعاء، وتوزيع البيوت والأراضي عليهم، ولكن الحاخام يعيش يقول أنه هذه الوعود لم تنفذ بعد، وأنه لم يتم توطين أي يهودي واحد في العاصمة صنعاء حتى الآن، وأضاف يعيش أنه في انتظار تنفيذ هذه الوعود، في إشارة إلى أنهم قد يضطرون للهجرة إلى إسرائيل إذا لم تنفذ الوعود.
.
وكانت السلطات اليمنية قد نقلت عددا من اليهود من بلدة ريدة في محافظة عمران إلى صنعاء، وأعلنت أنهم تحت حماية رئيس الجمهورية، ولكن الغضب الشعبي مما حدث في غزة لم يطمئن اليهود، بالرغم من أنهم أدانوا الهجوم على غزة في بيان لهم ووصفوه بأنه "عدوان وحشي ترفضه الديانات السماوية وجريمة بحق الإنسانية". ووصل الأمر بسعيد يعقوب بن يسرائيل وعائلته أنهم اضطروا للعيش في فندق صغير في صنعاء، عندما أسفرت محاولتهم لتأجير بيت بالفشل، فلم يكن أمامهم من بديل سوى الهروب إلى إسرائيل.
.
ويرجح المراقبون أن عدد اليهود سيتناقص في اليمن خاصة بعد أن برر عبد العزيز يحي العبدي، خلال محاكمته منذ عدة أيام، وهو طيار سابق في القوات الجوية اليمنية، انه خير اليهود بين التحول إلى الإسلام، أو الخروج من اليمن، أو القتل، وهو ما نفذه بالفعل في مواطنه اليهودي ماشا النهاري يوم 11 ديسمبر الماضي، ومنذ ذلك الحين يعيش اليهود في بلدة ريدة وما حولها في محاقظة عمران شمال صنعاء، في خوف شديد، حيث اضطروا إلى إقفال معابدهم ومدارسهم، خاصة عندما رشق طلبة غاضبون بيوتهم بالحجارة، أثناء مظاهرة لهم تندد بما حدث في غزة.
.
كانت السلطات اليمنية قد اضطرت إلى ترحيل يهود آل سالم الذين يعيشون في محافظة صعدة، خلال القتال مع الحوثيين عام 2007، ووفرت لهم إقامة آمنة في المدينة السياحية بصنعاء، عندما هدد الحوثيون بقتلهم، بالرغم من أن الديانة الإسلامية تكفل حماية اليهود، كما تكفل ذلك العادات والتقاليد الاجتماعية بين قبائل اليمن.
.
وتقدر أعداد اليهود الذين عاشوا في اليمن منذ آلاف السنين، بحوالي 100 آلف يهودي في مطلع القرن العشرين. هاجرت منهم أعداد كبيرة لأسباب دينية، قبل إنشاء دولة إسرائيل، ويقدر عدد الذين هاجروا إليها في السنوات الثلاث الأولى من إنشاءها بحوالي 48 آلف يمني، وفي مطلع التسعينات تقلص عددهم بشدة ليصل إلى اقل من ألف شخص، وكانت السلطات اليمنية قد صادرت وثائق سفر عدد من مواطنيها اليهود، عندما اكتشفت أن منظمات إسرائيلية وأمريكية، تخطط لنقل حوالي ستين منهم إلى إسرائيل، وهو ما جعل بعض المراقبين يرجح أن تكون السلطات اليمنية قد غضت الطرف على هروب اليهود من اليمن، فهي غير قادرة على حمايتهم في قراهم، وغير قادرة أيضا على تنفيذ ما وعدتهم به.
.
ويبدو أن أفضل الحلول هو هجرتهم إلى إسرائيل، بعد أن تحولت قضيتهم إلى هاجس يقض مضجع السلطات.
.
وبهذا تخسر اليمن تنوعهم الذي عرفت به، كما تخسر التسامح النسبي الذي ميزها على ما حولها، بالرغم أن اليهود ممنوعين من حمل السلاح، بما في ذلك الخناجر التي يتزين بها الرجال، بما في ذلك المراهقون، في بلد تزيد فيه أعداد قطع السلاح على عدد السكان عدة مرات.
.
.
نقلاً عن موقع : إذاعة هولندا العالمية
20 فبراير 2009
.
تعليق :
سيظل مصير أحبّتنا في مثل تلك البلدان مشؤوماً مدى الدهر ..
فلا تنسوهم في صلواتكم .. ليكن الله معهم
.

هناك تعليق واحد:

Heineken يقول...

إسرائيل هي الحل الحقيقي لمثل حالة هؤلاء اليهود الغلابة والمساكين والمظلومين وما أكثرهم

قلوبنا معهم

تحياتي