السبت، 22 نوفمبر 2008

اليعزر بن يهودا

.


عُرف كمحيي للغة العبرية كونه من أبرز العاملين من أجل ترويج فكرة التخاطب باللغة العبرية بين اليهود، ومن أبرز منشئي المسار الذي أدى إلى تطور اللغة العبرية العصرية.


بداياته :

ولد اليعزر اسحق برلمان في السابع من يناير عام 1858 في مدينة لوجكي الواقعة سابقاً بالعاصمة فيلنيوس بـ لتوانيا (حالياً تقع داخل حدود بيلاروسيا) من والدين اشكنازيين. بدأ في سن الثالثة بتعلم اللغة العبرية و دراسة التوراة، و عند بلوغه لعمر الثانية عشر تأمل ابويه مسبقاً (خصوصاً و ان والده قد توفي في وقت كان عمر اليعزر خمس سنوات) ان يصبح ابنيهما "رابي" وذلك بعد ان امضى تسع سنوات من عمره في تعلم اللغة، التوراة، التلمود والمشناه.

عندما كان في العشرين من عمره سافر إلى باريس ليتعلم الطب، ولكنه ترك الدراسة بعد 3 أعوام قبل إتمامها. تعلم في تلك الفترة عدة لغات (الفرنسية، الروسية و الألمانية).

في أبريل 1879 نشر مقالته الأولى بصحيفة HaShahar الناطقة بالعبرية حيث قال إن نهضة اليهود ستكون في "أرض اسرائيل" وإن أساسها سيكون تبني اللغة العبرية في جميع مجالات الحياة اليهودية، لأن الشعب لا يتمكن من النهضة دون لغة مشتركة لأبنائه. و في تلك الفترة الزمنية تزوج من دفورا جوناس Deborah Jonas.
.

تضحيات من أجل اللغة :

في 1881 هاجر بن يهودا مع زوجته إلى اورشليم حيث عاش حتى آخر أيامه. في اورشليم بدأ يشتغل في هيئة تحرير جريدة "حاڤاتسيلت" (חבצלת) التي كانت من أول الجرائد الصادرة بالعبرية. في 1884 أسس جريدة أخرى باللغة العبرية اسماها "هاتسڤي" (הצבי).

في المقالات التي نشرها دعا اليهود إلى تبني اللغة العبرية وإبداع كلمات جديدة خاصة في مجالات الحياة اليومية إذ كانت العبرية تُستخدم حتى ذلك الحين في الكتابة الدينية أو في الأدب الراقي ونقصت كلمات لأشياء يومية بسيطة مثل أسماء المأكولات، ألعاب الأطفال، اختراعات تكنولوجية وغيرها.

أصر بن يهودا على التكلم بالعبرية فقط في بيته وطالب زوجته بأن تُسمع أطفالها العبرية لا غيرها. ذلك القرار أثار اتهامات ضده بأنه يسيء لمعاملة أطفاله. لم يبدأ ابنه الأكبر النطق إلا في الثالثة من عمره ولكنه كان فصيحاً في العبرية وتعلم لاحقاً لغات أخرى. كذلك عارض أبناء الطوائف اليهودية العريقة في اورشليم استخدام اللغة العبرية في الحياة اليومية لاعتبارها لغة مقدسة لا يمكن استعمالها إلا لغايات دينية. أدى الخلاف بين بن يهودا وقادة الطوائف اليهودية إلى حبسه في السجن العثماني بعد أن اتهمه القادة اليهود بالتمرد ضد السلطات العثمانية. ثم أطلق صراحه بعد تدخل بعض القادة اليهود المعتدلين.
.

حياته الزوجية :

تعرضت زوجته دفورا لمرض السل الذي انهى لاحقاً على حياتها، فيما تعرض اليعزر نفسه لنفس المرض.

تزوج اليعزر من حمدة Hemda (اخت دفورا) بعد ستة اشهر من وفاة زوجته الأولى، وكان ذاك في عام 1891.


بن يهودا و بجانبه زوجته الجديدة حمدة 1912
.
حصاد الجهد :
.
في 1890 أسس بن يهودا "لجنة اللغة العبرية" التي جمعت كبار الأدباء واللغويين اليهود في فلسطين في ذلك الحين، حيث عملوا من أجل ترويج التعليم بالعبرية في المدارس اليهودية، واتخذوا قرارات بشأن الصيغة واللفظ المفضلة للغة العبرية في المدارس والمؤسسات.
.
من أهم المشاريع التي عكف عليها بن يهودا هو قاموس شامل للغة العبرية يشمل على جميع كلمات اللغة عبر التاريخ وعلى التجديدات التي اقترحها بن يهودا.
.
تمكن بن يهودا من إصدار 5 مجلدات قبل وفاته، أما زميله نفتالي هيرتس طور سيناي فأكمل المشروع في 1959 حيث أصدر 11 مجلداً إضافياً.
.
.
وفاته :
.
توفي اليعزر بن يهودا في 16 ديسمبر 1922 بأورشليم من مرض السل الذي عانى منه سنوات طويلة، و تم دفنه على جبل الزيتون.
.
.
تكريمه :
.
في نوفمبر 2007، و بمناسبة مرور 150 سنة منذ ولادته، أعتبرته منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة من بين كبار الأدباء الذين أثّروا على الحضارة العصرية.
.

ليست هناك تعليقات: